دخلت البيت قبيل أذان صلاة المغرب بحوالي عشرة دقائق
كنت متعب جراء الطريق الطويلة التي أسلكها من الكلية إلى المنزل
لم اجد أحدا بالبيت فصعدت إلى الطابق العلوي لأستحم
كنت أخاف دائما الصعود إلى الطابق العلوي في غياب أحد من الأهل
فقد كان مغلقا معظم الأوقات و لا نستعمله إلا في المناسبات فقط
و مازادني خوفا منه قصة أخي مع إختفاء رغوة الحلاقة من الحمام ففي أحد الأيام نزل أخي بسرعة من الطابق العلوي و يقول أنه وضع رغوة الحلاقة فوق حوض الماء المستعمل لغسيل الأيدي و فجاة لم يجدها ثم بحث طويلا في جميع الغرف ربما يجدها هنا أو هناك لكنه لم يعثر عليها و بعد أن إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وجد رغوة الحلاقة في نفس المكان بعد ما كانت مختفية
فقلت ربما لم ينتبه للأمر و مجرد تهيآت
لكن الأمر ظل بذاكرتي و ظل بفكري بأن الطابق مسكون و كلما دخلت لوحدي أحسست برعب من المكان
بعدما دخلت للحمام و لا أحد بالبيت و قبل نزع ملابسي إذ بي أسمع " قم إفتح الباب " فتسارعت دقات قلبي و أنتابني إحساس بالخوف لعلمي بأن لا أحد بالبيت سواي و فتحت باب الحمام لأبحث عم من تكلم معي لكني لم اجد أحد فبدأت بقراءة القرآن و الإكثار من الأدعية
و فجأة بدأ أحدهم بطرق باب المنزل فّذهبت لأفتحه و أنا مرعوب فقد عاد أخي من العمل
و بعدما خبرت والدتي بالأمر عاتبتني و نبنهتني بأنها دائما تنصحني بعدم الإستحمام ليلا و إن فعلت بأن أرمي ملحا في الحمام لإبعاد الأرواح الشريرة عن المكان
ومن يومها ما إن دخلت لأستحم إلا و أذكار الصباح و المساء على لساني
فهي حصن لكل مسلم