التفاصيل الكاملة للجريمة البشعة التي شهدتها منطقة مصر الجديدة أول أمس بقيام رجل الاعمال "اسامة الفريد أمين" "50 سنة" بقتل زوجته مرفت ويصا "46 سنة" مدرسه وابنه اندرو "19 سنة" طالب بكلية الهندسة وابنته ايرين "16 سنة" طالبة بالصف الثاني الثانوي رميا ب 8 طلقات رصاص من طبنجته غير المرخصة أثناء نومهم بمسكن الاسرة وانتحاره بعدها برصاصة بالفم بسبب مشاكله المستمرة بينه وبين الضحايا ليكون قراره عليهم وعلي نفسه بالاعدام.
اكتشفت الجريمة عندما اتصل والد الزوجة بها صباح علي تليفون شقتها بالطابق الرابع بالعقار رقم 15 شارع عبدالحميد ابوهيف المقابل لمسكنه بنفس الشارع للاطمئنان عليها كعادته ولكنها لم ترد علي اتصالاته علي الهاتف الارضي أو الموبايل فاعتقد انها نائمة أو خرجت لشراء احتياجاتها ولم يشك في شئ وانتظر بعض الوقت وعاود الاتصال عدة مرات وحتي نهاية اليوم ولكنه لم يجد ردا منها او من ابنها وابنتها مما جعله يشعر بالقلق مع باقي الاهل فتوجه في العاشرة مساء مع ابنه هاني شقيق الزوجة للسؤال عنها فقابلهما البواب وزوجته واكدا لهما عدم خروج اي من افراد الاسرة وسماعهم والجيران صوت التلفزيون عاليا منذ الصباح بطريقة غريبة.
فاسرعوا جميعا في حالة رعب وظلوا يطرقون باب الشقة عليهم بلا فائدة مما اكد تعرضهم لمكروه فقاموا بمساعدة الجيران بكسر الباب ليكتشفوا المذبحة وهي العثور علي جثة الزوجة "المدرسة" مرفت ويصا بملابس النوم بسريرها بحجرة النوم وفوقها ابنها طالب "الهندسة" "اندرو" وفوقهما الزوج والد الطالب وبيده طبنجته المستخدمة في الحادث وجميعهم جثث هامدة غارقة في الدماء كما عثر علي جثة الابنة ايرين طالبة الثانوي بسريرها بحجرة نومها الثانية.
صدمة وصرخات
بعد العثور علي جثث الضحايا تعالت صرخات الجيران من هول الصدمة وخاصة والد الزوجة وباقي افراد اسرتها وظلوا يرددون السباب والشتائم ضد زوج ابنتهم مرتكب المذبحة.
تم ابلاغ العقيد سليمان شتا مأمور قسم شرطة النزهة بالحادث فأخطر اللواء اسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لامن العاصمة فانتقلا لمكان البلاغ اللواءات فاروق لاشين مدير الادارة العامة لمباحث العاصمة ونائبه اللواء سامي سيدهم واللواء امين عز الدين مدير المباحث وقوة من الضباط وتم فرض كردون أمني حول مكان الحادث.
كشفت المعاينة مقتل الزوجة برصاصتين والابن بثلاث رصاصات وشقيقته بثلاث رصاصات بمختلف انحاء الجسد وانتحار رب الاسرة بعدها برصاصة بالفم وتم التحفظ علي المسدس غير المرخص المستخدم في الحادث وبه بعض الطلقات.
مشاكل مستمرة
استمع فريق البحث الجنائي الذي شارك فيه العميد حسن السوهاجي رئيس المباحث لقطاع شرق العاصمة والمقدم عصام العزب رئيس مباحث النزهة الي والد الزوجة الضحية وشقيقها ووالدتها الذين اكدوا ان زوج ابنتهم مرتكب المذبحة كان دائم الشجار وافتعال المشاكل معها ومع ابنه وابنته وانهم لم يسلموا من اذاه في التعامل معهم طوال حياته ولكن لم يتوقعوا تلك النهاية المأساوية وانه يخطط لينهي حياة اسرته باكملها اضافوا أنه كان يتركهم لفترات طويلة للاقامة باحد الفنادق بنفس المنطقة بعد كل مشاجرة ويهملهم ولاينفق عليهم رغم الثراء الذي يعيش فيه وينفق منه علي سهراته وتعاطي المخدرات التي دمرت عقله.
اوضح اهل الزوجة في اقوالهم أن مرتكب المذبحة "المنتحر" كان يقطن قبل الحادث وطوال ثلاثة اسابيع بالفندق بعد مشاجرته مع افراد اسرته ولم يعرف اي منهم شيئا عنه حتي حضر فجأة اثناء نومهم صباحا وقتلهم بالرصاص دون ان يشعر أحد به وكأنه حضر لتنفيذ المهمة التي خطط لها فأغلق الباب عليهم بالمفتاح والترابيس واغلق الشبابيك وقام بتشغيل التليفزيون بصوت مرتفع حتي لايشعر احد بما فعله.
اكدت التحريات ان الزوجة كانت تعمل مدرسة بمدرسة "سيدة المعونة" للراهبات وانها حاصلة علي بكالوريوس تجارة وان زوجها بدون مؤهل وربما يكون ذلك ادي لتفاوت الفكر بينهما لتحدث المشاكل بين الضحايا الثلاثة ورب الاسرة المنتحر وايضا خلافاته المالية معهم لاهتمامه بنفسه فقط وخسارته في معظم مشروعاته التجارية كما تبين انه رغم مشاكلهم التي كان يسمعها الجيران دائما فقد كانت علاقتهم بباقي السكان طيبة ولايفتعل اي منهم مشاكل مع احد حتي فوجئ الجميع بالحادث من المعاينة وكيفية وقوعه بأنه تم التخطيط له منذ فترة واكد والد الزوجة اتهامه لزوج ابنته "المنتحر" بأنه كان دائم تهديدهم بالقتل منذ حوالي عشر سنوات ولم يتوقع اي منهم تنفيذ تهديده لهم.
الجمهورية في موقع الحادث
انتقلت "الجمهورية" لموقع العمارة التي شهدت الجريمة وجدنا حالة من الحزن علي وجوه الجميع في البداية قابلنا بواب العمارة هاني محمد "27 سنة" وزوجته عزة جلال "25 سنة" فاكدا انهما يعملان بالعمارة منذ 3 سنوات ويقيمان بحجرة بها وان الحادث كان مفاجأة للجميع ولم يتخيل وقوعه رغم المشاكل والمشاجرات المستمرة بين افراد تلك الاسرة وكان يسمع بها الجميع حتي المارة بالشارع ولكنهما لايعرفان سببها وانه رغم مشاكلهما التي لاتنتهي فقد كان كل أفراد تلك الأسرة يعاملونهما معاملة حسنة وطيبة ويعطفان عليهما ويقومون بمساعدتهما ماديا.
أضافت زوجة البواب: بأنها كانت دائمة الصعود لتلك الشقة لتنظيفها مرتين في كل أسبوع ودائما ما كانت لا تجد رب الأسرة "رجل الأعمال" لأنه كان بعد كل مشاجرة يتوجه لفندق بالمنطقة ويقيم فيه لعدة أيام وانه غير موجود منذ 3 أسابيع وحضر يوم الحادث لتنفيذ الجريمة دون أن يشعر أحد بشيء وانهما سمعا صوت طلقات رصاص في الشقة مسرح الجريمة ولكنهما ظنا انها ألعاب نارية اعتاد الابن اطلاقها.
أوضحت في نبرات حزينة أنها في عصر يوم الحادث صعدت لشقة "المدرسة" حسب الميعاد المتفق عليه لتنظيفها ولكنها لم تفتح لها الباب وكان صوت التليفزيون من الداخل عالياً فاعتقدت نومها وابنها وابنتها إلي أن حضر والد القتيلة وابنه وكسرا الباب بمساعدة الجيران ليكتشفوا المذبحة ويجدوا جميع أفراد الأسرة مقتولين وغارقين في الدماء. وأكدت وزوجها البواب أنهما لم يعرفا النوم أو الراحة من الخوف والرعب بعد الحادث وخروج الضحايا في مشهد حزين وانهما يفكران الآن بعد ما حدث في ترك العمل بالعمارة.
أما الدكتورة أماني الأستاذة بجامعة عين شمس وابنها كريم "20 سنة" طالب بالأكاديمية البحرية من جيران الضحايا فقررا أن الحادث كان مفاجأة للجميع ولم يتوقع أحد حدوثه لأنهما يقيمان في الشقة المجاورة للشقة التي شهدت المجزرة ولم يشعرا بما حدث إلا بعد ما حضر أهل الزوجة وكسروا الباب بعد شعورهم بالقلق علي ابنتهم المدرسة وابنها وابنتها لعدم ردهم علي التليفونات ليجدوا جثثهم غارقة في الدماء في مشهد يصعب وصفه وهو ما جعلها غير قادرة علي النوم طوال الليل وانها الآن تفكر في ترك شقتها هي وأسرتها ولم تتصور لحظة ان مشاجرات تلك الأسرة ستنتهي بهذه الطريقة رغم انهم كانوا علي علاقة طيبة بالجيران ولكن في نفس الوقت غير قادرين علي حل مشاكلهم حيث كان الجميع يسمعون أصواتهم خلالها وهم يتبادلون ألفاظاً غير لائقة.
الجار نبيل حبيب موظف وزوجته هند مرقص أكدا ان أفراد هذه الأسرة كانوا لا يكفون ليل نهار عن المشاجرات وكأنهم في حرب لعدم قدرتهم علي التفاهم حتي انتهت حياتهم جميعا في هذه المأساة.
والد الزوجة أمام النيابة:
رجل الأعمال هدد بقتل الزوجة وابنيه منذ عشرين يوماً
أحمد مراد
استمعت نيابة حوادث شرق القاهرة بإشراف المستشار محمد رمزي المحامي العام الأول لأقوال ويصا ناشد والد الزوجة المجني عليها قرر ان الزوج كان دائما علي خلافات مع زوجته بسبب تعاطيه المخدرات داخل الشقة بالنزهة.
أشار الوالد في التحقيقات الي ان الخلافات بدأت بينهما منذ 5 سنوات بعدما ورث الزوج عن والده ربع مليون جنيه وانه سبق وان هدد زوجته وابناءه بالقتل منذ 20 يوما لكثرة الخلافات.
استمع تامر المهدي مدير النيابة لأقوال هاني شقيق الزوجة الذي قرر انه منذ 3 أشهر قام الزوج بضرب زوجته وتوجهت لقسم الشرطة لتحرير محضر ضده وبعد علمه بالواقعة استشاط غيظا وقام بتهديدها بالقتل.
أضاف في أقواله ان الزوج كان دائما علي خلافات بينه وبين زوجته لتعاطيه المواد المخدرة أمام ابنائه في المنزل وانه كان كثير السهر والإقامة خارج المنزل وانفاق أمواله علي رغباته الخاصة.
كما استمعت النيابة لأقوال بواب العقار الذي وقعت فيه الجريمة وقرر انه كان كثير الخلافات مع أسرته بسبب تعاطيه المخدرات وقبل الحادث بأيام قامت الزوجة وابناؤه بتوجيه عبارات السبب والإهانة له رافضين أفعاله وحدثت بينهم مشاجرة غادر المنزل علي إثرها قائلا "هقتلكوا"
استمعت النيابة لزوجة البواب التي قررت ان يوم الواقعة سمعت صوت استغاثة من داخل الشقة وعندما اخطرت رجال المباحث قاموا بكسر باب الشقة وفوجئوا بوجود الزوج والزوجة وابنيه غارقين في دمائهم إثر اطلاق أعيرة نارية عليهم حتي أودت بحياتهم وأضافت ان الزوج كان كثير الخلافات مع أفراد أسرته وخلال الأيام الماضية.. قام ابنه وابنته بتوجيه الإهانة له بسبب المخدرات. أمر تامر المهدي مدير النيابة بتشريح الجثث ودفنها كما أمر برفع البصمات وفحص السلاح المستخدم في الجريمة. كلف رجال المباحث بإجراء التحريات حول الواقعة