DoDo Admin
جنسيتك : مصريه علم دولتي : عدد المساهمات والموضوعات : 1243 العمر : 30 الموقع : https://hams2l-kolob.own0.com نقاط : 61296 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: هكذا رسمت هنادي بالدموع وداعها لوليدها جهاد الخميس يناير 08, 2009 6:10 am | |
| ابني الغالي جهاد
كانت تلك الليلة كسابقاتها من الليالي .. صوت القذائف هنا وهناك , والاخبار تجوب الشوارع الفارغة لتزف نبأ استشهاد طفل أو رحيل عائلة بأكملها الى الجنة.
ولم يكن في الحي صوت غير صوت جهاد الطفل ذو الاربعين يوما , وهو بين إيدي أمه التي ثابرت على المشي طيلة الليل في أرجاء غرفتها وهي تحمله , وتحاول تهدئته كي ينام , لكن محاولتها لم تأتي بأية نتيجة.
حاولت استحضار ماتبقى من صوتها كي تغني له , لكن الحزن والبكاء على من رحلو , جعلا صوتها أبعد من أن يصل إلى جهاد القابع في حجرها , وهنا لم تجد ملاذا لها سوا بالبحث عن المذياع الصغير علّه يساعدها في تهدئة جهاد ومساعدته على النوم.
قامت باشعال الراديو , وبدأت بالبحث عن شيء ما , حتى توقفت الاشارة عند احدى الاذاعات العربية في بث مباشر لبرنامج مايطلبة المستمعون , وجلست تنتظر انتهاء قائمة الاهداءات الطويلة , إلى أن جاء وقت اذاعة الاغنية , فقامت هنادي بوضع المذياع بجانب أذن جهاد كي يسمتع للموسيقى ويهدأ ....
بدأت الموسيقى وصمت جهاد ...وصوت المطربة يردد ...
- اتصور إنه ... آخر مرة .... رح تندهلي ورد عليك . اخر مرة .... بتملح وجهي ... عم بيزهر بيعنيك.
كان وقع الاغنية على مسمع هنادي ابعد من أن يتخيله جهاد الصغير , حيث جلست الأم تنظر في عيون طفلها وراحت تفكر (( ماذا لو كانت هذه الليلة هي اخر ليلة نمضيها سوية ؟ )) .. (( ترى ماذا سيحل بجهاد لو حصل لي شيئا !! )) ....
بدأ الخوف يتسلسل إليها وبدأت الدموع تتسابق في عينيها وهي تشم رائحة جهاد النائم وتتلمس يده الصغيره , وعيناه النائمة , و غطائه الازرق تغمره الدموع...
ثم استعادت قواها من جديد , لتقوم بالترتيب , ومازلت المطربة تردد ...(( - مش معقولة إنك بكره مش رح تمرق حد البيت ....))
قررت هنادي ان تقوم بتحضير جهاد للمستقبل , فوضعته في سلة وهو نائم , ووضعت فيها ملابسه وعلبة الحليب وبقايا ألعابه المكسرة , وصورة عائلية كي تبقى العائلة في ذهنه حين يكبر , ومن ثم اخذت ورقة وقلم وكتبت ....
(( هاد الولد اسمه جهاد ابن غزة , رجاء ممن يجد هذا الطفل , انه يدير باله عليه , ويقله قديش أمه وأبوه بيحبوه ورح يضلوا يحبوه على طول , الله يكون معك ياجهاد , سامحني يا ولدي ...!!! ))
انطفأ المذياع ...
واستلقت هنادي بين دموعها لتقبل طفلها قبلتها الاخيرة , قبل أن يستيقظ جهاد على صوت انفجار جديد ....ولم يبقى سوى صدى صوت الاغنية العتيقة وهي تردد ...
- أخر مرة بقلك هيك .....آخر مرة بقلك هيك.
| |
|