لم ينج سوي اربعة من ركاب اليخت البريطاني «ببيروت» عند انقلابه في المحيط الاطلسي عام 1884 ويجتمع هؤلاء في زورق تجديف صغير ولمدة 25 يوما بين الموت والحياة من الجوع والتعرض لاشعة الشمس الحارقة، واثناء ذلك اقترح القبطان «ادوين رت» عملا يائسا وغريبا لمتابعة العيش.
وافق اثنان من البحارة علي الاقترح حيث يقترع علي اي من الاربعة يجب عليه ان يقتل ويؤكل لحمه، اما الثالث ذو الثمانية عشرة ربيعاً «ديك توملين» فقال انه يفضل الموت علي اكل لحم بشري، ولكن قوله هذا انهي الاقتراع وحدد مصيره اذ بادر القبطان «رت» اليه اثناء نومه وضربه بالسكين في عنقه.
وبعد اربعة ايام ولدي مقابلة القارب ليخت قام بالانقاذ اللازم افاد البحاران بان لحم الفتي القتيل هو الذي ادي الي استمرارهما علي قيد الحياة للفترة الباقية بعد قتله.
رفض صاحب اليخت فكرة الدفن في البحر لباقي جسم الضحية وقام بتغطيتها لترافقه وطاقم يخته والناجين الثلاثة الي ميناء «فالماوث».
واجه الثلاثة الحكم بالاعدام لاحقا لكن نظرا للظروف التي احاطت بالحاداث تم تخفيف العقوبة والاكتفاء بالسجن لمدة ستة اشهر لكل منهم نظرا للرعب الذي مر بم، ولم يعلم احد ان الرعب لم يبدأ بعد!
بعد خروجهم من السجن نبدأ بالبحار الاول فقد وجد هذا عملا كسائس خيل في لندن وبعد اسبوعين وبينما كان يقود عربة جمح الحصانات بعد ان رأيا شيئاً اخافهما في يوم كان الجو فيه ملئ بالضباب، جمع الحصانان بشكل القي بالبحار الي الارض الصلبة مما ادي الي مصرعه.
قال شهود الحادث بأن ما افزع الحصانين كان جسما غريبا ملفوفا بالضماد من الرأس وحتي القدمين، وملخطا كليا بالدماء، واختفي هذا الجسم بشكل غامض بعد ان مات البحار.
وعندما علم القبطان «رت» بالقصة ذهب وقد بدأ الخوف يدب في اوصاله الي حي «سوهو» في لندن للبحث عن البحار الثاني فوجده في حالة صحية سىئة وهو سكران، واخبره القبطان ان قريبا للبحار القتيل «توملين» يحاول الانتقام لموت توملين متنكرا بالشكل الذي افزع الحصانين، وطلب «رت» من البحار الثاني مساعدته للبحث عن ذلك القريب ومعاقبته ولكن رد البحار الثاني كان انه يود مزيدا من الخمر لا غير واسقط عندها في يد القبطان.
وبعد ذلك نقل البحار الثاني الي المستشفي الوطني نظرا لاشتداد حالته المرضية ومات بعدها وهو يصرخ، وقد شهد شخص انه شاهد مريضا يلبس ضمادات فقط من رأسه الي قدميه وهو ممسك بالبحار الثاني محاولا تهدئته ومنعه من الصراخ ثم اختفي المريض بعد ذلك.
عند ذلك اصاب القبطان «رت» رعب شديد وقصد الي الشرطة طلبا للحماية ولكن الشرطة هزأت من «رت» ولكن نظرا للحالة الهيستيرية التي كان يمر بها «رت» وافقت الشرطة علي منحه حماية لليلة واحدة يقضيها عندهم.
دخل القبطان الي الزنزانة المغلقة وتأكد من خلوها وتم اقفال الباب السميك «الذي لا يحوي علي قبضان» عليه وهذه الزنزانة تستخدم عادة للحبس الانفرادي، وفي الساعة الثالثة صباحا سمع صراخا، وغالبا ما يصرخ المساجين في الانفرادي، لذلك لا يعيرهم الضابط المناوب اي اهتمام ولكن صوت ونوع الصرخة التي سمعت من زنزانته جعلت الضابط يهرع ويفتح الباب ليجد «رت» شبه مقطوع الرأس ميتا ملطخا بالدم وعيناه ثابتتان في محجريهما كالزجاج من الرعب والدهشة التي سبقت الموت وكانت يداه مغلقتين بشكل قوي وتم فتح القبضتين لاحقا.
وبين الاصابح وجد الشرطي قطعا من الضمادات القطنية والشاش الدامي!!