كتشاف مقبرة فرعونية بمنطقة سقارة، وجد بها 4 مومياوات تتقدمها مومياء لكلب، أثار فكرة أهمية الحيوانات عند المصرى القديم، خاصة أنها لم تكن المرة الأولى حيث اكتشفت من قبل مقبرة فرعونية للحيوانات والطيور فقط بمنطقة الوادى الجديد، جمعت بين مومياوات حيوان يشبه الجرذ ومومياوات الصقور، رمز حورس، كما توجد مقبرة أخرى فى سقارة لمومياء العجل (أبيس)، ومقبرة أخرى فى تل العمارنة.
جثث محنطة، مقابر خاصة لا تصل إليها إلا من خلال سراديب طويلة طريقها معقد، توابيت أكبر من توابيت الملوك فى منطقة سقارة وغيرها من مدافن الفراعنة، نقوش على جدران المعابد، كلها لحيوانات وطيور مختلفة "قطط، أسود، بقر، ثيران، نسور، وغيرها" تعود جميعها لعصر الفراعنة، المكانة التى تمتعت بها فى هذا العصر هى ما دفعتنا للسؤال عن سر هذه المكانة وأهمية الحيوانات عند المصرى القديم؟.
الدكتور علاء شاهين عميد كلية الآثار يقول إنه من ضمن العقيدة المصرية القديمة، أن الإله يتجسد فى شئ معين سواء إنسان أو حيوان أو خليط بينهما، ولذلك حصل الحيوان على مكانة خاصة ونوع من التقدير، فالحيوانات كانت تمثل شيئين للمصرى، الأول: أنها كانت عماد اقتصاده والثانى: رمزا دينيا يعبر عن الإله، ولذلك فإن الرسومات التى كانت على جدران المعابد تعبر عن شكل من أشكال الحياة التى كان يعيشها ويحرص على رسم جميع مناظرها على جدران المعابد ليلتمس بها مظاهر الحياة الدنيا فى حياة البعث، وكان يرسم الحيوانات العادية التى يستخدمها فى يومه، أما الحيوانات التى تمثل رمزا للآلهة فكان يحرص على تحنيطها ووضع جثثها فى التوابيت والمقابر، حتى وصل الأمر لحد عمل مقابر خاصة لهذه الحيوانات التى تتجسد فيها روح الآلهة.
سر اهتمام المصرى القديم بالحيوانات هو الفكر الدينى الذى دفعه لتكريم العديد منها، هذا ما يراه الدكتور محمد بكر أستاذ التاريخ الفرعونى، مؤكدا أن هناك من الملوك من احتفى بهذه الحيوانات على اعتبار أنها ذات قوة سحرية خارقة مثل البقر والثيران والصقور، مضيفا أن المصريين لم يتركوا حيوانا إلا واعتبروا أنه رمز لشئ معين ويحمل صفة من صفات الإلهة، وذلك ما دفعه لاحترام هذه الحيوانات وتقديسها ودفنها معه فى المقابر.
الحيوانات حظيت على الوفير من الاهتمام والتقدير فى هذا العصر، إلى حد قول البعض بأن المصرى كان يعبد تلك الحيوانات، تلك المقولة التى رفضها الدكتور أحمد السعيد أستاذ التاريخ الفرعونى، مؤكدا أن المصرى القديم لم يقدسها لذاتها وإنما كان يعتبرها صورة من صور الآلهة، فكل حيوان تتجسد فيه صفة من الصفات الإلهية، وقوى خفية لا يمكن رؤيتها إلا فى هذا الحيوان، ومن هنا كانت فكرة تحنيط الحيوانات لتنتقل هذه الرموز والقوى إلى العالم الآخر مع المصرى.
من الحيوانات المقدسة لدى المصرى القديم "البقرة.. وكانت رمزا للحنان والعطف، والنسر والثعالب والثيران والقطط والغزال والتمساح"