تعتبر المصارعة من الألعاب القتالية وفنون الدفاع عن النفس, وهي تتطلب مجهودا جسديا قويا, من قوة وتحمل القوة ومرونة ورشاقة و سرعة حركية.
وللمصارعة تأثير إيجابي كبير على الصحة وعلى البناء الجسماني والشخصية, نظرا لأن كافة المجموعات العضلية الكبيرة والصغيرة والمفاصل والأعضاء الحسية والذكاء والإرادة تتأثر بممارسة هذه الرياضة.
وتنقسم المصارعة فنيا إلى نوعين لدى الرجال هما المصارعة اليونانية – الرومانية (غريكو-رومان) والمصارعة الحرة, أما لدى السيدات فيكون التنافس في المصارعة الحرة فقط.
تعتبر الدول الآسيوية من أبرز الدول عالمياً في المصارعة، خاصة إيران وجمهوريات الإتحاد السوفييتي السابقة مثل كازاخستان وأوزبكستان، بالإضافة إلى منغوليا التي تعتبر المصارعة فيها اللعبة الشعبية الأولى، وأيضاً الصين وكوريا واليابان.
تقام منافسات المصارعة في الدوحة 2006 على مستوى السيدات والرجال، خلال الفترة من الثامن حتى الثالث عشر من كانون الأول/ديسمبر، في الصالة رقم 7 بأكاديمية آسباير في المدينة الرياضية.
ويتم توزيع المتصارعين على سبع فئات وفقا لأوزانهم بحيث يتبارى كل مصارع في الوزن الذي ينتمي إليه فقط, والأوزان هي (55 كلغ و60 كلغ و66 كلغ و74 كلغ و84 كلغ و96 كلغ و120 كلغ، علماً أن مسابقة الرجال تقام في كل من المصارعة الحرة والرومانية.
أما السيدات فسيتنافسن في المصارعة الحرة فقط، وسيتم توزيعهن على أربع فئات فقط، وهي أوزان 48 كلغ و55 كلغ و63 كلغ و72 كلغ.
قوانين اللعبه
بساط المصارعة يكون دائري الشكل بقطر 9 أمتار محاط بمنطقة للأمان بعرض 1,5 متر, أما المساحة الأساسية للعب فيكون قطرها سبعة أمتار, في وسطها دائرة بقطر متر واحد فقط تسمى المنطقة السلبية.
يعتمد نظام المنافسة في المصارعة على خروج المغلوب مباشرة, ويجب أن يكون عدد المشاركين في كل وزن وفقا للأرقام التالية 64 أو 32 أو16 أو8 أو 4، وإذا لم يتوفر أحد هذه الأعداد يُلجأ إلى إجراء مباريات تصفية, كما يتم إقامة جميع فعاليات كل وزن أو فئة في نهار واحد.
مدة جولة المصارعة تكون دقيقتين, والمباراة تتألف من ثلاث جولات
الفائز في النزال يكون المصارع الذي يفوز بجولتين, فإذا ما حسمت االجولتان الأوليان لصالح المصارع نفسه, تلغى الجولة الثالثة.
تتألف لجنة الحكام من رئيس البساط والحكم والقاضي
يُمنع في المصارعة اليونانية الرومانية أن يتم مسك الخصم أسفل الوسط, أو استعمال الرجلين بأي طريقة كانت
يُسمح في المصارعة الحرة بمسك الخصم أسفل الوسط أو في أي جزء من الجسم, وكذلك استعمال الرجلين أثناء التنافس.
تاريخ اللعبه
عرف الإنسان المصارعة في حضارات مختلفة وقديمة جدا حيث كانت من المهارات العسكرية الأساسية عند الجنود.
وتشير الآثار والرسومات الفرعونية في مقابر بني حسن، إلى أن المصارعة كانت معروفة من أيام الفراعنة، حيث يوجد أكثر من 200 حركة مصارعة تشبه حركات المصارعة الحرة المعروفة اليوم.
كما عرف أيضا اليابانيون المصارعة عام 25 قبل الميلاد, وكانت السومو إحدى أشهر أنواعها, يشارك فيها رجال ذو أوزان كبيرة, يتنافسون بحضور الإمبراطور.
لكن الشكل الأقرب للمصارعة الحديثة في التاريخ القديم يعود إلى الشعوب الإغريقية, التي أولت الرياضة عموما اهتماما كبيرا, خصوصا في إسبرطة حيث كانت رياضة إلزامية, تهدف إلى بناء الجسم المتناسق وإكسابه اللياقة البدنية، إضافة إلى استخدام مهارات المصارعة للدفاع عن البلاد.
وشكلت المصارعة إحدى أهم أنواع الرياضة التي تحقق الأهداف المرجوة في بلاد الإغريق فمجدها شعراؤهم وكتابهم, ونقشت حركاتها وأوضاع المصارعين على نقود وأواني خزفية, وورد ذكرها في الأساطير اليونانية كمعركة زيوس وكرونوس التي أقيمت على أثرها احتفالات دينية في وادي جبل أولمبيا تخليدا لانتصار كرونوس، كانت السبب في إقامة الألعاب الاولمبية القديمة.
وعرف الإغريق نوعين من المصارعة, الأولى يبدأها المصارعون من الوضع وقوفا, أما الثانية فيكون الوضع الأساسي فيها جلوسا.
وبعدما أصبح الرومان يشرفون على الألعاب الأولمبية القديمة, إثر غزوهم لبلاد الإغريق, استخدموا شعوب الأخير كعبيد لتعليم الشباب الروماني المصارعة وفنونها, خصوصا أن الشعب الإغريقي كان أكثر ثقافة من الروماني.
ونتيجة لتمازج الحضارتين ولدت مصارعة اليونانية الرومانية المعروفة إلى اليوم, حيث اندمجت طرق المسك اليونانية مع الرومانية.
أما في التاريخ الحديث، فكانت ألمانيا من أوائل الدول التي اهتمت بالمصارعة, ونظمت أول عروضها عام 1880, وبعدها بتسع سنوات أنشئ الاتحاد الألماني في بلدة ديوسبورغ.
وتم إدراج المصارعة ضمن برنامج أول دورة أولمبية عام 1896 في أثينا، ولكنها كانت المصارعة اليونانية الرومانية وفي فئة الرجال فقط، أما المصارعة الحرة فكان أول ظهور في الدورة الأولمبية الثالثة عام 1904 في سانت لويس بالولايات المتحدة, أما فيما يخص مصارعة السيدات، فاعتمدت رسميا لأول مرة في أثينا أيضا لكن في النسخة الأخيرة عام 2004.
تم تأسيس الاتحاد الدولي للمصارعة (FILA) في العاصمة السويدية ستوكهولم عام 1912، على هامش الدورة الأولمبية السادسة، وتم حينها فصل قوانين المصارعتين الرومانية والحرة, ثم نقل مقره إلى فرنسا عام 1946، ثم إلى لوزان في سويسرا عام 1965، حيث ما زال موجودا حتى الآن. ويضم الإتحاد الدولي للمصارعة حالياً 156 اتحادا وطنيا.
وأدرجت المصارعة في دورات الألعاب الآسيوية لأول مرة عام 1954 في الدورة الثانية التي أقيمت في مانيلا بالفيليبين