غموض حادث العثور علي جثة طفل دون أحشاء يحول مدينة نصر إلي وكر أشباح
الأهالي: شاهدنا سيدة في الأربعينات تقود سيارة فضية اللون تلقي بجثة الطفل أسفل كوبري السلام > أجهزة الأمن تحتل المنطقة وتحول صالون حلاقة إلي غرفة عمليات.. ووالد القتيل في حراسة رئيس مباحث مدينة نصر أول
متابعة
محمود العسقلاني وإبراهيم قاسم وطارق عباس وأحمد عبدالكريم
تحولت مدينة نصر إلي وكر للأشباح.. الهدوء الذي يخيم عليها حاليًا ليس له مذاق الهدوء الذي كان يلفها قبل أسبوع أو أكثر، هدوء هذه الأيام مشحون بالرعب والتوجس والحذر.
شائعة وجود عصابة تقوم بخطف الأطفال وذبحهم وسرقة أعضائهم لصالح أحد المستشفيات المشهورة عبر تجارة الأعضاء البشرية تجاوزت حدودها، الأمر قبل أربعة أيام لم يكن يعدو كونه شائعة مرعبة تتناقلها الألسنة في أحاديث عابرة لم تكن تشغل غير مساحة قليلة من الوقت، الآن لا حديث إلا عن اقتراب الشائعة من حدود الحقيقة، خاصة بعدما عثر الأهالي علي جثة الطفل كريم ربيع فرحات - 7 سنوات - داخل كرتونة ملقاة أسفل كوبري السلام بمدينة نصر وبها قطع طولي بالبطن يبدأ من أسفل الصدر وتبين سرقة أعضاء من داخل أحشاء الطفل.
الغموض هو سيد الموقف الآن، ملابسات الجريمة البشعة لا تزال تائهة وغير واضحة.
الأجهزة الأمنية بدا عليها التوتر وعدم الاتزان، والتواجد الامني كثيف وغير مسبوق، المنطقة بأسرها لا تخلو من ضباط مباحث القاهرة الذين أعدوا غرفة عمليات في صالون حلاقة أمام العمارة رقم (12).
أهالي المنطقة بدورهم اضطروا لمنع أطفالهم من النزول إلي الشارع وأكد أحدهم أنه منع أطفاله الثلاثة من الذهاب لمدارسهم خوفًا علي حياتهم، وقال آخر إنه اتفق مع سائق تاكسي يعرفه جيدًا لنقل أولاده إلي المدرسة وإرجاعهم في نهاية اليوم للمنزل مقابل مبلغ شهري.
ربيع رمضان - والد الطفل القتيل - في حراسة لصيقة من رئيس مباحث قسم أول مدينة نصر، يرفض الحديث بحدة عن أي تفاصيل فقط يرد «الحمد لله» ويكرر حمده علي عثوره علي جثة الطفل ودفنها، وقال: قبلت الأرض التي عثرت فيها عليه.
نظرات عينيه تقول أضعاف أضعاف ما ينطقه بصوته، قبل أن يلفظ بكلمة يتردد بصره في وجل بين رئيس المباحث وبعض الضباط ويغض بصره ويبدو عصبيًا دون داع.
مكوجي يدعي صلاح يقول إن القتيل كان كالزهرة بين كل أطفال المنطقة، كان يلعب دائمًا مع أولاد سكان العمارات علي الرغم من التفاوت بين مستواه ومستوياتهم.
قريبون من والد القتيل يؤكدون أنهم علي يقين أن ما تعرض له كريم شيء مرعب، قال أحدهم إنه شاهد سيدة في العقد الرابع من العمر تقود سيارة لونها فضي وهي التي قامت بإلقاء الكارتونة أسفل الكوبري.
وأضاف: الكرتونة كانت مترًا في نصف متر وهو ما استرعي انتباه المادة فدفعهم الفضول لمعرفة ما بداخل الكرتونة فاكتشفوا وجود الطفل.
جريمة قتل كريم مع تردد أنباء مؤكدة عن وجود بلاغات مماثلة تفتح ملف تجارة الأعضاء البشرية ووقوف سماسرتها وراء هذه الجرائم، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية لإعلان الاستنفار واحتلال المنطقة وتهديد السكان بعدم الحديث لأي شخص حتي ساد بينهم ما يشبه تلقي أوامر غير مباشرة بحظر التجول في المنطقة.
ومع كثرة تردد الشائعات حول وجود العديد من جثث الأطفال مجهولي الهوية داخل مشرحة زينهم التقت «الدستور» الدكتور السباعي أحمد السباعي - رئيس مصلحة الطب الشرعي - الذي أكد أن الطفل الذي عثر عليه مقتولاً داخل كرتونة أسفل كوبري السلام بمدينة نصر، توفي نتيجة اسفكسيا الخنق، وتبين أن هناك آثار فتح بالبطن باستخدام آلة حادة أحدثت جرحًا طوليًا ليبدأ من أسفل الصدر وينتهي بالسرة، ونفي السباعي ما تردد حول تسلم المشرحة لأكثر من 12 جثة تم العثور عليها في أماكن مختلفة بعد سرقة أعضاء منها مثل القرنية والكلي وأشار إلي أنها مجرد شائعات.
بينما أكد أحد موظفي المشرحة - رفض ذكر اسمه - أنه شاهد عددًا كبيرًا من الجثث الخاصة بأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 5 وعشر سنوات تم تسلمها من أجهزة الأمن بعد العثور عليها في أماكن مختلفة، وقال: إن هذه الجثث مشوهة وبها إصابات بالبطن بآلة تشبه ما تحدثه شفرة حادة وبشكل طولي وأن بعض عيون هذه الجثث غير موجودة، وقال إن ذلك حدث علي مدار الأيام الماضية وهو ما جعله يمنع أطفاله من النزول للشارع خوفًا عليهم.